صناديق التربية وصندوق المواطن..
يمنات
حسن الوريث
قال لي زميلي المواطن العزيز.. اعلنت وزارة التربية والتعليم عن صرف مبلغ شهري للمعلمين وصحيح أنه ضئيل لكن العيب فيه أنه اقتصر على المعلم دون الاداريين ودعم الكتاب المدرسي ومشاريع التعليم يعني يكون صندوق شامل .. قلت له يا زميلي العزيز.. فعلا كلامك صحيح .. فقد ظهرت الان مشكلة الإداريين الذين هم جزء أساسي من المنظومة التعليمية وبدأوا يطالبوا بمستحقات وحوافز للعمل أسوة بالمعلم على اعتبار انهم يقومون بعمل مهم في استمرار العملية التعليمية واذا لم يتم ضمهم ضمن هذا الصندوق فلابد من صندوق جديد باسم الكادر الإداري .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل يعقل أن الصندوق للمعلم فقط أم أنه صندوق دعم التعليم بشكل عام ؟ وهل نسي من اعدوا مشروع الصندوق هذا الأمر أو تغافلوا عنه عن قصد وعمد؟ قلت له يا زميلي العزيز كل شيء جائز ووارد لان امورنا تدار بهذا الشكل والا ماهو الضرر المترتب على أن يكون الصندوق باسم دعم التعليم كمنظومة متكاملة وليس المعلم لوحده فقط؟ ثم إلا يعرف من اعدوا المشروع انهم سيضطرون بعد فترة إلى إنشاء صندوق جديد أو صناديق جديدة لكل جزء من المنظومة التعليمية على حده وهذا هو الغباء بعينه ؟ .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. باقي نقطة مهمة جدا وهي اساس العملية التعليمية.. قلت له ماهي يا زميلي العزيز .. قال الأسرة لانها نقطة الارتكاز في العملية التعليمية وهي من يتكبد الخسائر وتدفع كل أسرة دم قلبها من اجل تعليم أبنائها وفي ظل هذه الظروف والأوضاع الصعبة بسبب العدوان والحصار وقطع المرتبات وعدم توفر السيولة ولأنها هي من يتحمل كل الأعباء.. ابتداء من الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة والحكومية والتي ارتفعت بشكل جنوني في ظل نوم وزارة التربية والتعليم وهروبها من مسئولياتها .. ثم قيمة الكتب التي تشتريها الأسرة من السوق السوداء والبيضاء والحمراء والزرقاء والخضراء وبمبالغ خيالية .. ثم تكاليف الزي المدرسي والمواصلات والمصاريف اليومية لابنائهم الطلاب والطالبات وبالتالي فإن الأسرة هي الأحق بإنشاء صندوق لدعمها لتتمكن من مواجهة تلك النفقات الباهضة.. قلت له يا زميلي العزيز.. كلام في محله فالاسرة هي من يستحق الدعم وهي التي تتحمل كل العبء في العملية التعليمية.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. يمكن أن نطلب من مسئولي التربية والتعليم ابتداء من الوزير والنائب والوكلاء ومدراء العموم بدلا من التهرب والاختفاء ان يقوموا بزيارات إلى الشوارع والارصفة حيث تباع الكتب وتشترى وكيف يتعذب المواطن في الحصول عليها ويحيبوا على تساؤلات الناس عن سبب تواجد الكتب هنا ولاتوجد في المدارس ؟ وهل هي من كتب المطابع أم أنها تطبع في دهاليز خاصة ؟ وهل هي فعلا نفس الكتب بمحتوياتها أم أنها غير ذلك أي تخضع للتعديل والتحريف؟ اضافة الى نزول حقيقي إلى المدارس ليعرفوا كيف ابتزازها للناس في الرسوم الدراسية وايضا مستوى العملية التعليمية والإشراف والرقابة عليها وليس زيارات تلفزيونية واعلامية للتصوير وتزوير الواقع .. قلت له يا زميلي العزيز.. حقيقة مؤلمة فمسئولي التربية والتعليم هم أكثر المسئولين تهربا واختفاء وكما قلت لايظهرون سوى في التلفزيون أو في تغريدات ومنشورات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن الواقع غير ذلك .
قال لي زميلي المواطن العزيز .. هل يسمع أحد كل هذا الكلام أم اننا في واد وحكومتنا في واد آخر واننا نفخ في قرية مقطوعة أو كما يقول المثل الشعبي.. مغني جنب اصنج.. نتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين أن يصل كلامنا إلى من يهمه الأمر وان يكون هناك حلول جذرية ومعالجة شاملة لقضايا التعليم وفق رؤى واضحة واستراتيجيات جديدة تصب كلها في تطوير العملية التعليمية وتخفيف الأعباء على المواطنين وان تكون هناك شراكة حقيقية وفعالة للارتقاء بنوعية وجودة التعليم والقضاء على كل مظاهر الاختلالات الحاصلة وهذه الفوضى في هذا القطاع الحيوي الهام.. اما اذا ظل الأمر كما هو تهرب وهروب وعدم تحمل المسئولية من وزارة التربية والتعليم فنحن نقترح ان يكون الصندوق الفاعل والموجود إلى جانب صناديق التربية والتعليم هو صندوق دعم المواطن الذي يتحمل الأعباء كاملة في العملية التعليمية لانه هو الصندوق الناقص.. فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.